ملكة الحسن كيف حال العميد	كل يوم غرامه فى مزيد ؟
يرسـل الآه مـن فـؤاد شجـى	مفعم بالغرام منه الفريد
يا بلادى أهواك من كل قلـبى	ليس ندا لك بهذا الوجود
لعيـون على ثـراك تـبـاهــى	بظلال على المدى ممدود
ونخيل تغري العذارى اتساقا	تتسامى إلى السماء البعيد
يا بـلادي وأنـت أغـلـى بــلاد	أفتديك بطارف وتـليد
إنمـا أنـت لـلـحـضـارة أصــل	لست تنسين من قديم العهود
ما على الأرض واحة منك أحلى	في قريب على المدى أو بعيد
بدمانا الغاليات نــضــحــي	عن حماك الأمين مهد الجدود
من على شطك العريق المجيد	هزج الشعر عبقري القصيد
أي سر فى الطود ذا لم يزل في	ظلمات القيود رهن قيود

عين من الماس أم عين من النور	أم اللجين جرى فى بحر بلور ؟
أم هذه الشمس تغري فى أشعتها	بيض وصفر أذيبت فى قوارير ؟
بل البحيرة سالت لؤلؤا وجرت	زمردا بين ريحان وكافور
ممالك الفن فى أرجائها انتشرت	فحسنها معجز فنون تعبير
حضارة لم يكن "خوفو" لينشئها	ولم تتح " لحمورابى" و " آشور
تدفق الماء وانسابت جداوله	على نظام مدى الدنيا ودستور
يروي المزارع ريا ً قدر حاجتها	ولايزال بها يدور كالسور
فما يفارقها آنا بدورته	وما يزيد فصرفا وجهة الـبـور
يفتر بين المروج الخضر زاهية	فى موكب زاد عن كسرى وسابور
بين الخمائل والأشجار وارفة	تجللت بالضحى ثوب الدياجير
أتظهر الشمس من أروقتها فترى	إلا مـبعثرة مثل الدنانير
خريـرها الشعر إلا أنه نغم	يفوق ترنيمه لحن المزامير
أو نغمة من فريد راح يرسلها	من الربيع بقلب جد مفطور

هو الجار المقدس فارع جارا	ولا تقبل عليه الانعـثارا
وعامله مدى الأيام حسنا	وإن أخطا فسامحه اقتدارا
ولاتهمل نصيحته ولكن	يكون النصح غبا وانتظارا
وحاول تقبل الأعذار منه	إذا أبدى إليك الاعتذارا
لعل الله يصلح منه حالا	ذا حاولت إصلاحا مرارا
أرى معنى التجاور زال شيئا	فشيئا ثم لا ندري الجوارا
تعلمنا التجاور فى الحواري	تجاور دورنا دارا فدارا
وتربطنا روابط قائمات	فنعرف بعضنا فيها صغارا
ونحفظها إذا صرنا كبارا	فتضحي فى مشاعرنا كبارا
أليس الجار من تدنيك منه	علاقات تساويه جدارا ؟
فليس عليه ترفع قيد شبر	جدارا شئت تنشئ أو حضارا
ولكن تدفع الأسواء عنه	وتحمى عرضه السامى انتصارا

يا بلبل الروض كم بالشدو تشجيني	لله درك من شاد يواسيني
لا غرو يا بلبلي فأنت فى مرح	تمسي وتصبح ما بين البساتين
ولا غرابة إن أضحيت في فرح	ما كان قلبك يوما ما بمحزون
أما أنا فجوى الأيام لوعني	وهم أندلس بى بات يضنيني
يا لائمي لا تلمني إنني كمد	جرحي عميق ومالي من يداويني
إني تذكرت أمجادا فأرقني	يا قوم ذكراهم والذكر يكويني
أيامي الغر لا تنسى ثمانية	من القرون حكت أيام هارون
أشدت فيها حضاراتي ومكتبتي	وجامعاتي وأسواقي وتمديني
عقدي فريد حوى الآداب قاطبة	فدره فوق تقدير وتثمين
ونفح طيبي حوى الريحان أجمعه	غصني رطيب وغض من يحاكيني
وجامعي جامع الأحكام ليس له	بين التفاسير من ند يدانيني
وابن الخطيب الذي أضحى موشحه	في الشرق والغرب طول الدهر يحكيني
فذكرياتي مجيدات يرددها	على فم الدهر تاريخ ابن خلدون
يا صادح الأيك ذكرني بقرطبة	وغنني بأعاريض ابن زيدون
وبابن عبدوس والأيام حافلة	بفنه وبأوزان ابن حمدون

صرح بلقيس ذو جمال وهذى	لله درك من شاد يواسيني
لا غرو يا بلبلي فأنت فى مرح	تمسي وتصبح ما بين البساتين
ولا غرابة إن أضحيت في فرح	ما كان قلبك يوما ما بمحزون
أما أنا فجوى الأيام لوعني	وهم أندلس بى بات يضنيني
يا لائمي لا تلمني إنني كمد	جرحي عميق ومالي من يداويني
إني تذكرت أمجادا فأرقني	يا قوم ذكراهم والذكر يكويني
أيامي الغر لا تنسى ثمانية	من القرون حكت أيام هارون
أشدت فيها حضاراتي ومكتبتي	وجامعاتي وأسواقي وتمديني
عقدي فريد حوى الآداب قاطبة	فدره فوق تقدير وتثمين
ونفح طيبي حوى الريحان أجمعه	غصني رطيب وغض من يحاكيني
وجامعي جامع الأحكام ليس له	بين التفاسير من ند يدانيني
وابن الخطيب الذي أضحى موشحه	في الشرق والغرب طول الدهر يحكيني
فذكرياتي مجيدات يرددها	على فم الدهر تاريخ ابن خلدون
يا صادح الأيك ذكرني بقرطبة	وغنني بأعاريض ابن زيدون
وبابن عبدوس والأيام حافلة	بفنه وبأوزان ابن حمدون